الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

مدرسة رمضان


رمضان مدرسة كبرى شرعها الله عز وجل كل عام لتربية وبناء الأمة الإسلامية..

والمتأمل في رمضان وفي الصيام بشكل خاص يرى فيه وسيلة تربوية لا نظير لها ... وسيلة إن أُحسن استثمارها والإفادة منها صنعت أمة عزيزة شامخة ، وهذا ما حدث فعلاً يوم أن عُرفت الحكمة من الصيام ، أما وقد تغير معنى رمضان الآن عما كان عليه وعما أراد الله عزوجل له أن يكون ؛ كان حتماً أن يصبح هذا حالنا ...




رمضان  وتربية الأمة على التقوى :


التقوى هي الغاية الرئيسة من الصيام " يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "  البقرة ١٨٣

والتقوى كما يقول الإمام علي بن أبي طالب هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والإستعداد ليوم الرحيل .

والمتقون هم الذين يحذرون من الله وعقوبته كما يقول ابن عباس.

والتقوى هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله .."   النساء ١٣١

كذلك فالتقوى هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ؛ فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي قال:"اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن"  رواه الترمذي وحسنه الألباني.

والمتأمل في الصوم يدرك كم يُربي في النفس تقوى الله عز وجل ، فالعبد الذي لا يراه أحد ولكنه بتقواه يمتنع عن الطعام الشهي ولو كان جائعاً ، والشراب العذب ولو كان عاطشاً ، ومن يمتنع عن هذا وهما حلال أصلاً حريٌ به وبتقواه أن يمتنع عن غيرهما من المعاصي في رمضان وفي غيره.

إن تقوى الله التي ينميها الصيام في النفس هي التي تدعوا هذا الصائم لأداء عمله على أكمل وجه ولو كان مُتعباً ، وهي التي تدعوا القائم لصلاة التراويح والقيام أملاً في ثواب يعدل ثواب الفريضة في غير رمضان ، وهي التي تدعوا النائم للقيام من نومه والوقوف بين يدي الله متهجداً طمعاً في عتقٍ من النار ، أليس لله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار ؟!

تقوى الله التي يُنشئها الصيام في النفس هي التي تجعل الصائم يُقابل السب أو الجهل أو القتال بالحلم والعفو ويردد خاشعاً إني صائم .. إني صائم.

إن تقوى الله تعالى طريق الخلاص من المصاعب والعوائق كلها  "ومن يتق ِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب"  الطلاق ٣.

وإن أمة رُبيت على التقوى يجعل الله لها مخرجاً من كل همومها ومشاكلها ويرفع عنها أزماتها كلها.."إن تمسسكم حسنةٌ تسؤهم وإن تصبكم سيئةٌ يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً .."   آل عمران  ١٢٠

وأخيراً وليس آخراً .. ليكن شعارنا : "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " النحل ١٢٨

ومن كان الله معه فمن عليه ؟!


ليست هناك تعليقات: