الأحد، 22 مارس 2009

في الذكرى الخامسة لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين




تمر اليوم الذكرى الخامسة لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين رحمه الله ، هذا الإمام الرباني والمجاهد المجدد والزعيم الرمز ..

وحريٌ بنا ونحن في ذكراه أن نقف وقفة تدبر نستذكر فيها أولاً رمزاً نفتقده كثيراً اليوم ، ثم نتسأل ثانياً ألا زلنا نمضي على دربه ؟

وقبل ذلك نعدد بعضاً من مناقبه عليه رحمة الله


- ولد أحمد إسماعيل ياسين عام 1938 في قرية الجورة، قضاء المجدل جنوبي قطاع غزة، التحق الشيخ الشهيد أحمد ياسين بمدرسة "الجورة "الابتدائية وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس حتى النكبة التي ألمت بفلسطين وشردت أهلها فلجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب العام 1948 وكان عمره آنذاك 12 عاما

 

- عانت أسرة الشيخ الشهيد كثيرا -شأنها شأن معظم المهاجرين آنذاك- و ذاقت مرارة الفقر والجوع والحرمان، فترك الشيخ الشهيد الدراسة لمدة عام (1949) ليعين أسرته المكونة من سبعة أفراد عن طريق العمل في أحد مطاعم الفول في غزة، ثم عاود الدراسة مرة أخرى
 

- تعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته للرياضة، نتج عنه شلل جميع أطرافه شللاً تاماً وعلى الرغم من  انه استمر حتى وفاته، إلا أنه لم يؤثر في شخصية الشيخ الشهيد، ولم يقلل من حماسه وتوقد ذهنه وذكائه، التي استخدمها في سبيل القضية الفلسطينية، وفي سبيل الدفاع عن الأقصى المبارك والقدس الشريف



لم يمنعه المرض من حضور صلاة الجماعة في المسجد


 - وقد كان الشيخ الشهيد يعاني كذلك -إضافة إلى الشلل التام -من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات الصهيونية في فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى ....

- أنهى الشيخ الشهيد الرمز أحمد ياسين دراسته الثانوية في العام الدراسي 57 /1958  ونجح في الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه في البداية بسبب حالته الصحية، فعمل مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته، ثم عمل خطيباً ومدرساً في مساجد غزة، وأصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيب عرفه قطاع غزة لقوة حجته وجسارته في الحق


 - شارك الشهيد الشيخ الرمز وهو في العشرين من العمر في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام /1956 / وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابرات المصرية العاملة هناك، فعرضه ذلك للاعتقال أكثر من مرة عام 1965م إبان الضربة القاسية التي تعرض لها الإخوان في مصر وقطاع غزة

-  وفي العام 1968م اختير الشيخ أحمد ياسين لقيادة الحركة في فلسطين فبدأ ببناء جسم الحركة، فأسس الجمعية الإسلامية ثم المجمع الإسلامي، وكان له الدور البارز في تأسيس الجامعة الإسلامية، وبدأ التفكير للعمل العسكري

- اعتقل الشيخ أحمد ياسين عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة، وتشكيل تنظيم عسكري، والتحريض على إزالة الدولة العبرية من الوجود، وقد حوكم الشيخ أمام محكمة عسكرية  صهيونية أصدرت عليه حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً ، ولكن وأفرج عنه عام 1985م في إطار عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

- أسس الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من النشطاء الإسلاميين الذين يعتنقون أفكار الإخوان المسلمين تنظيماً إسلامياً أطلق عليه أسم "حركة المقاومة الإسلامية حماس" في قطاع غزة في العام 1987 وكان له دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك، والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد، ومنذ ذلك الوقت والشيخ ياسين يعد الزعيم الروحي لتلك الحركة



 

- داهمت قوات الاحتلال الصهيوني منزله أواخر شهر آب/ أغسطس 1988، وقامت بتفتيشه وهددته بدفعه في مقعده المتحرك عبر الحدود ونفيه إلى لبنان، وفي ليلة 18/5/1989 قامت سلطات الاحتلال باعتقال الشيخ أحمد ياسين مع المئات من أبناء حركة "حماس" في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومستوطنيه، واغتيال العملاء

 - وفي 16 أكتوبر 1991م أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكماً بسجنه مدى الحياة، إضافة إلى 15 عاما أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين، وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني

صورة للشيخ وهو في احد المحاكم العسكرية
 

- وفي عملية تبادل أخرى في أكتوبر 1997م جرت بين الاردن  وإسرائيل في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة عمان، وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما لإسرائيل مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين، فأفرج عنه وعادت إليه حريته منذ ذلك التاريخ، وتوجه الشيخ بعدها إلى الأردن للعلاج، وقام بزيارة العديد من الدول العربية، واستقبل بحفاوة من قبل زعماء عرب ومسلمين ومن قبل القيادات الشعبية والنقابية ، ومن بين الدول التي زارها السعودية وإيران وسوريا والأمارات

- عمل الشيخ المجاهد الشهيد الرمز علي إعادة تنظيم صفوف حركة "حماس" من جديد عقب تفكيك بنى الحركة من قبل أجهزة امن السلطة الفلسطينية، وشهدت علاقته بالسلطة الفلسطينية فترات مد وجزر، حيث وصلت الأمور أحيانا إلى فرض الإقامة الجبرية عليه وقطع الاتصالات عنه

- وفي شهر مايو عام 1998 قام الشيخ أحمد ياسين بحملة علاقات عامة واسعة لحماس في الخارج؛ نجح خلالها في جمع مساعدات معنوية مادية كبيرة للحركة؛ فأثار إسرائيل آنذاك حيث قامت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية باتخاذ سلسلة قرارات تجاه ما وصفته "بحملة التحريض ضد إسرائيل في الخارج"، واتهمته ان الأموال التي جمعها ستخصص للإنفاق على نشاطات وعمليات الجناح العسكري "كتائب القسام" وليس على نشاطات حركة حماس الاجتماعية في الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع، التي تشمل روضات للأطفال ومراكز طبية ومؤسسات إغاثة خيرية وأخرى تعليمية، وسارعت إلى رفع شكوى إلى الولايات المتحدة للضغط على الدول العربية بالامتناع عن تقديم المساعدة للحركة، وطالبت بمنع الشيخ ياسين من العودة إلى قطاع غزة، ولكنه عاد بعد ذلك بترتيب مع السلطة الفلسطينية.



- وقد تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في سبتمبر عام 2003، عندما كان في إحد الشقق بغزة وبرفقته إسماعيل هنية القيادي في "حماس" حيث استهدف صاروخ أطلقته طائرات حربية صهيونية المبنى السكني الذي كان يتواجد فيه ما أدى إلى جرحه هو و15 من الفلسطينيين، إلا أن جروحه لم تكن خطيرة


- استشهد الشيخ المجاهد فجر اليوم الاثنين 1 صفر 1425هـ  و الموافق 22 مارس 2004 م  وذلك لدى عودته من صلاة الفجر، حيث استهدفته مروحية اسرائيلية بثلاث صواريخ، فنال الشيخ أمنيته الغالية في الحياة، وهي الشهادة، بعد سنوات طويلة في الجهاد والنضال والدفاع عن فلسطين والقدس والأقصى.


الثلاثاء، 10 مارس 2009

لا تستسلم للفرضيات الخاطئة

لا تستسلم للفرضيات الخاطئة

 ثمة ثلاجة كبيرة عبارة عن غرفة كبيرة عملاقة

تملكها شركة لبيع المواد الغذائية

وذات يوم  دخل أحد العمال  إلى الثلاجةكي يجرد محتوياتها
فجأة وبالخطأ أغلق على هذا العامل الباب
طرق الباب عدة مرات ولم يفتح له أحد
كان الوقت  نهاية الدوام وآخر يوم في الأسبوع ويليه يومان عطله نهاية الأسبوع
عرف الرجل أنه لا بد هالكلم يسمع أحد طرقه للباب!! فجلس ينتظر مصيره 

وبعد يومين في بداية الأسبوع فتح الموظفون البابفوجدوا الرجل متوفيا
ووجدوا بجانبه ورقهكتب فيهامشاعره لحظات وفاتهوكان قد كتب

أنا الآن محتبس داخل هذه الثلاجةأحس بأطرافي  تتجمدأشعر بتنمل في أطرافيأشعر أنني لا أستطيع أن أتحركأشعر أنني أموت من البرد
وبدت الكتابة وكأنها تضعف شيئا فشيئا حتى صار الخط ضعيفاإلى أن تلاشى

العجيب !!



أن الثلاجة كانت منفصلة عن الكهرباء
ترى!! من الذي قتل الرجل؟


الوهم الذي عاشه… اعتقد بما أنه في الثلاجة إذن الجو بارد جداً لدرجات تحت الصفروأنه سوف يموتجعله اعتقاده هذا يموت حقيقة…!!

لذا الأفكار السلبية والاعتقادات الخاطئة  قد تدمر  حياتنا


نجد كثيرا من الناس أحجم عن عمل ما لأنه يعتقد أنه ضعيف غير قادر عليه أو غير واثق من نفسهوقد يكون  في الحقيقة عكس ذلك تماماً:: حقاً إنها القناعات .. لكن تباً للمستحيل !


**********************
*******************

أم طـــه ..
امرأة في السبعين لم تكن تجيد القراءة أو الكتابة ..
تمنت ذات يوم أن تكتب بيدها اسم الله حتى لا تموت وهي لا تعرف كتابة الله فتعلمت الكتابة والقراءة


ثم بعد ذلك  قررت أن تحفظ كتاب الله ..
استطاعت خلال عامين أم السبعين عاما أن تحفظ كتاب الله عز وجل كاملاً ..
لم يمنعها كبرها ولا ضعفها لانها ملكت الارادة وكان  لها هدف واضح ..
في حين يتعذر كثيرون وهم في عز الشباب.. بقولهم: ذاكرتي ضعيفة ... حفظي بطيء
ً إنها القناعات

*******************


أحد الطلاب
حضر طالب في إحدى الجامعات في كولومبيا متأخرا محاضرة مادة الرياضيات ..
وجلس في آخر القاعة ونام بهدوء..
في نهاية المحاضرة استيقظ على أصوات الطلبة ثم  نظر إلى السبورة فوجد الدكتور قد كتب عليها مسألتين فدونهما بسرعة في كراسته  وخرج من قاعة المحاضرات ولما عاد للبيت بدأ يفكر في حلهما ..
كانت المسألتان صعبتان فذهب إلى المكتبة وأخذ  يطالع المراجع المختصة ..
بعد أربعة أيام استطاع الطالب حل المسألة الأولى وهو ناقم على الدكتور الذي أعطاهم هذا الواجب الصعب !!
وفي محاضرة الرياضيات اللاحقة استغرب أن الدكتور لم يطلب منهم الواجب ..
فذهب إليه وقال له : يا دكتور لقد استغرقت في حل المسألة الأولى أربعة أيام
وحللتها في أربعة أوراق
تعجب الدكتور وقال للطالب : ولكني لم أعطكم أي واجب !!
والمسألتان التين كتبتهما على السبورة هي أمثلة
للمسائل التي عجز العلم عن حلها ..!!!!!!


*
 
هذه القناعة السلبية جعلت كثيرا من العلماء لا يفكرون حتى في محاولة حل هذه المسألة ..
ثم لو كان الطالب هذا مستيقظا وسمع شرح الدكتور لما فكرفي حل المسألة .
ولكن رب نومة نافعة ...
ومازالت هذه المسألة بورقاتها الأربعة معروضة في تلك الجامعة!!!
حقاً إنها القناعات
****************************

اعتقاد بين رياضي الجري

قبل خمسين عام كان هناك اعتقاد بين رياضي الجري ..
أن الإنسان لا يستطيع أن يقطع ميل في اقل من أربعة دقائق ..
وان أي شخص يحاول كسر الرقم سوف ينفجر قلبه !!
ولكن أحد الرياضيين سأل هل هناك شخص حاول وانفجر قلبه , فجاءته الإجابة بالنفي !!
فبدأ بالتمرن حتى استطاع أن يكسر الرقم ويقطع مسافة ميل في اقل من أربعة دقائق ..
في البداية ظن العالم أنه مجنون أو أن ساعته غير صحيحة
لكن بعد أن رأوه صدقوا الأمر واستطاع في نفس العام أكثر من 100 رياضي ..
أن يكسروا ذلك الرقم !!
وهكذا كانت القناعة السلبية قد منعتهم المحاولة
حقاً إنها القناعات ..

في حياتنا توجد كثير من الفرضيات السلبية التي نستسلم لها وتكون شماعة للفشل .....
فكثيراً ما نسمع كلمة : مستحيل , صعب , لا أستطيع ...
هذه ليست إلا فرضيات سلبية لم نختبرها على محك الواقع وصعيد التجربة ..
ويستطيع الإنسان الجاد ,وبالتوكل  على الله  التخلص منها بسهولة...
****************
لنكسر تلك الفرضيات السالبة بإرادة من حديد نشق من خلالها طريقنا إلى" القمة

 كما كسر أهل غزة شوكة الجيش الذي لا يقهر


الاثنين، 9 مارس 2009

الإمام البنا يكتب عن: المولد النبوي الشريف وفلسطين

الإمام البنا يكتب عن .. 

المولد النبوي الشريف وفلسطين

أيها المسلمون.. ستحتفلون قريبًا بذكرى المولد النبوي الشريف، وما أحراكم أن تذكروا فيه فيما تذكرون من حوادث جسام، ابتُلي بها العالم الإسلامي، الحالة الدامية في فلسطين الشهيدة وما آلت إليه بعد جهاد استمر عشرين عامًا، وكيف أنها باتت على شفا التهويد، بعد أن أعمل فيها الاستعمار المسلح النار والحديد.

 ستذكرون شهداء فيها علِّقوا بالعشرات على أعواد المشانق، وبينهم الشيخ الذي جاوز الثمانين.

 ستذكرون حرمات الدين المقدسة التي انتُهكت شر انتهاك.

 ستذكرون المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وقد احتلَّه جند الاستعمار، يحُول فيه بين العبد وربه، ويقطع على المصلي تضرُّعه ودعاءه، ويختلط فيه صوت المؤذن بصلصلة السلاح.

 ستذكرون قضاة الشرع الشريف يُؤخذون من دور القضاء، ويُعتقلون وهم في مجالس الحكم، ثم يُرسَلون إلى السجون كالمجرمين.

 ستذكرون المئات من المعتقلين مكبَّلين بالحديد يستعذبون رنين القيود.

 ستذكرون المئات من المجاهدين الذين هجروا بيوتهم وعائلاتهم، وهبُّوا خفافًا وثقالاً يذودون عن شرف الإسلام الرفيع بالدم النجيع (هو دم الجوف [أساس البلاغة، مادة (نجع))، ويدفعون عن الدين والوطن الدنايا بأكرم المنايا، ويحرسون المسجد الأقصى المبارك والأماكن الإسلامية المقدسة بدمائهم وأرواحهم التي بذلوها رخيصةً في سبيل المحافظة على بقائها إسلامية عربية.

 ستذكرون النساء يعتدي عليهن الجند في خدورهن، ويسلب حليهن من أعناقهن ومعاصمهن، ويقود عددًا منهن إلى ظلمات السجون.

 ستذكرون هذا في يوم المولد النبوي الشريف، وأكثر من ذلك مما ابتليت به فلسطين المقدسة من أفانين العذاب.

 ولكن ما فائدة الذكرى إذا لم يعقبها عمل نافع يصد الأذى ويوقف المعتدي عند حده؟!

وما قيمة الأنَّات التي يصعِّدها المسلمون بكرة وعشيًّا على الحالة في فلسطين إذا لم يتفاهموا فيما بينهم على طريقة يتبعونها لتخفيف الويلات عن البلاد المقدسة، وشدّ أزر سكانها المسلمين، وحماتها المجاهدين.

 إذن فالواجب على المسلمين كافةً أن يجعلوا من يوم المولد النبوي الشريف يومًا لفلسطين يقدمون فيه الاحتجاجات على السياسة الظالمة فيها، ويُقيمون صلاة الغائب على شهدائهم في المساجد، ويعقدون الاجتماعات لنصرتهم، ويجمعون الإعانات لتخفيف الويلات عن الألوف من منكوبيهم.

 وهذا بعض ما يجب على المسلمين نحو فلسطين في مثل هذا اليوم الذي ترتبط ذكرياته الخالدة بتاريخ البلاد المقدسة وأمجادها.

 هذه صرخة من أعماق القلوب يوجِّهها المركز العام لجمعية الإخوان المسلمين في القطر المصري إلى كل مسلم ومسلمة في العالم، بل إلى كل رجل ذي وجدان حي وضمير شريف؛ ليساهم قدر طاقته في يوم المولد النبوي الشريف في إنقاذ فلسطين مما يحيق بها من أذى وبلاء.

وعسى أن يثبت المسلمون في هذا اليوم أنهم بنيانٌ ذو أساس متين، وكتلةٌ واحدةٌ لا يتطرق الوهن إلى صفوفها، فيؤكدون للعالم بأسره أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين عامة، وأنهم لا يفرِّطون بمثقال ذرة من حقوقها ﴿إِنَّ في ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (ق: 37).

----------

* مجلة الفتح، العدد (600)، السنة (125 ربيع الأول 1357ﻫ= 5 مايو 1938م، ص(5)

الأربعاء، 4 مارس 2009

موسم الهجرة إلى الفسوق

رحل عن عالمنا عبقري الرواية العربية الأديب السوداني الطيب صالح عن عمر يناهز الثمانين عاماً ، بعد حياة حافلة بالكتابة والروايات والأدب ...

كان هذا هو الخبر الذي أذاعته الفضائيات والإذاعات ونشرته الصحف العربية على نطاق واسع وظلت وسائل الإعلام المختلفة - ولا زالت - تحتفي به أيما احتفاء وبروايته الأشهر "موسم الهجرة إلى الشمال" ، فدفعني هذا لقراءة الرواية ، ولم أكن قرأتها من قبل ، وإن كنت سمعت بها كثيراً ، فعكفت عليها حتي أنهيتها في أكثر من يومٍ واحدٍ بقليلٍ - حوالي مائة واثنتان وسبعون صفحة من القطع المتوسط - ، وليتني مافعلت !!

فهي روايةٌ سافلةٌ فاجرةٌ عاهرةٌ ماجنةٌ ... مليئةٌ بقلة الأدب وإن أُطلق على صاحبها لقب الأديب ...

لكن أكثر ما أثار حنقي هو هذا الاحتفاء الكبير المتواصل بالرجل ، ولمّا قرأت الرواية عرفت السبب ، فزمرة العلمانيين ومن يدّعون أنهم أصحاب فكر وثقافة لا يحتفلون إلا بمثل هذا الصنف من الكتاب والأدباء ، ولا عجب فالطيور على أشكالها تقع ...

وتذكرت قول الله تعالى "إن الذين يُحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليمٌ في الدنيا والآخرة" ..

إن هؤلاء لا يُحبون أن تشيع الفاحشة وفقط ، بل يُزينونها وينفخون فيها حتي يصدقهم الناس ، وينعتون أصحابها بالألقاب البرّاقة على شاكلة عبقري الرواية العربية ، وكأنه لا عبقرية إلا في الفسق والإنحلال ..

أما صاحب الرواية فقد هاجر فعلاً ولكن ليس إلى الشمال بل إلى الله ، ولم يُهاجر طَوعاً بل جاء أجله "فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" ، وقد أفضى إلى ما قدم ..  

الثلاثاء، 3 مارس 2009

في ذكرى سقوط الخلافة الإسلامية


في مثل هذا اليوم الثالث من مارس لسنة ١٩٢٤م الموافق السابع والعشرين من شهر رجب لسنة ١٣٤٢ هـ سقطت الخلافة الإسلامية ، وهي الجريمة الأكبر التي حدثت للمسلمين في القرن العشرين ، إن لم تكن هي الحدث الأصعب منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلأول مرة يُصبح المسلمون بلا خليفة ، ويصير الإسلام بلا كيان واحدٍ يلتف حوله المسلمون ، ولم يعد للمسلمين دولةً واحدةً تجمعهم .. وهي صدمةٌ أي صدمةٍ وفاجعةٌ أي فاجعةٍ ، وصدق في ذلك قول شوقي أمير الشعراء ..


ضَـجَّـتْ عليـكِ مـآذنٌ ومـنابــرٌ 

                   وبَـكتْ عليـكِ ممالـكٌ ونـَواحِ


الهـندُ والهــةٌ ومصـرُ حــزينـة ٌ     

                 تـَبْـكي عليـكِ بمَدمـعٍ سَــحّاحِ


والشّـمُ تسْــألُ والعِراقُ وفَــارسٌ    

                  أَمَحَــا من الأرضِ الخلافةَ ماحِ؟


إننا اليوم ومع ذكرى سقوط الخلافة العثمانية بحاجة لأن نسترجع ماضي المسلمين التليد ، يوم أن كان لهم دولة واحدة وخليفة واحد،حتى وإن ضعفت هذه الدولة حيناً،فقد قويت أحياناً،نسترجع ذلك الماضي لا من باب البكاء على ما فات ولكن لأخذ العبرة ومعرفة حجم المُصاب والعمل على إعادة هذه الأمجاد ..

هذه الخلافة التي وصفها القلقشندي: بـ"حظيرة الإسلام، ومحيط دائرته، ومربع رعاياه، ومرتع سائمته، والتي بها يُحفظ الدين ويُحمى، وبها تُصان بيضة الإسلام، وتسكن الدهماء، وتقام الحدود فتمنع المحارم عن الانتهاك، وتُحفظ الفروج فَتُصان الأنساب عن الاختلاط، وتُحصن الثغور فلا تطرق، ويُذاد عن الحُرَمِ فلا تُقرع" ، تلك المعاني التي نفتقدها أشد الافتقاد في أيامنا هذه ..

وها هو 'أتاتورك' ـ أول رئيس تركي ومن ألغيت على يده الخلافة ـ يجوب تركيا لابسًا القبعة الإفرنجية،وشرّع قانونًا لنزع حجاب المرأة المسلمة، وكان نزع الحجاب يتم بالإرهاب والإهانة في الطرقات، فكانت الشرطة إذا رأت امرأة متحجبة تقوم بنزع حجابها فورًا وبالقوة 

وألغى التعامل باللغة العربية، وألغى العيدين، وجعل عطلة الأسبوع يوم الأحد، وعطلت الصلوات بمسجد أيا صوفيا، وأُسكت المؤذنون، وتحول المسجد إلى متحف وبيت أوثان، حتى الآيات التي كانت على جدرانه أمر بطمسها ..

وفي سنة 1926م ألغى الزواج الشرعي، وجعله مدنياً فقط، وأصدر قانوناً يمنع تعدد الزوجات، واستبدل التقويم الهجري بالتقويم الميلادي ..

حريٌ بنا أن نقف عند هذه الذكرى وقفة تأمل يتبعها عمل داؤب لتكوين جيل يعمل على عودة    الخلافة الإسلامية من جديد ، كلٌ بما يستطيع ..

" إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أوألقى السمع وهو شهيدٌ "