الاثنين، 21 نوفمبر 2011


ماذا يحدث وماذا نفعل؟؟!!

لا شك أن تسارع الأحداث وتطوراتها المتعاقبة تجعل هناك حالة من التشوش الكبير والخلط وعدم الفهم لما يحدث في ميدان التحرير..
لكن ما أراه أن هناك رغبة عارمة لدى بعض الأطراف على قلب الأوراق بعد النجاح الكبير لجمعة حماية الديمقراطية..
وأعتقد أن ما نحن فيه الآن هو أحد ثلاثة سيناريوهات تتلخص في..
السيناريو الأول: أن المجلس العسكري يسعى لتأجيل الانتخابات البرلمانية قبل أسبوع واحد من موعد إجرائها، ومن ثم استمرار الأوضاع على ما هي عليه، بمعنى بقائه في السلطة أو على الأقل إطالة أمد بقائه فيها حتى يحقق عددا من المكاسب (كالتي نصت عليها وثيقة السلمي من وضع استثنائي للمؤسسة العسكرية)..
وبالتالي فالمجلس يريد حالة من الفوضى من خلال تفجير الأوضاع على النحو الذي شاهدناه، فلا يجد مفرا من أن يعلن تأجيل الانتخابات بحجة صعوبة إجرائها في هذه الظروف..
ولا يخدعنا كثرة التصريحات المؤكدة لإجرائها في موعدها .. فقد يكون هذا من باب تبرئة المجلس فيما بعد، بالقول إننا كنا حريصين على إجرائها وأكدنا ذلك مرارا ولكن تطورات الأحداث دفعتنا للتأجيل..

السيناريو الثاني: وهو سيناريو أعمق وأوسع من الأول.. ويسعى فيه المجلس لجر الإسلاميين عموما والإخوان المسلمين خصوصا لمواجهة مباشرة مع الجيش والشرطة، بل ومع عموم الغاضبين من الشعب المصري بحجة أن الإخوان لا يهمهم إلا مصلحتهم المباشرة حتى ولو دفعوا بمصر بأكملها إلى الهاوية..
ويشارك في وقوع هذا السيناريو كثيرون، بعضهم بحسن نية أحيانا (المطالبين من داخل الإخوان وبعض الشباب المتحمس من مختلف القوى والائتلافات بنزول الإخوان بكامل طاقتهم)، وبسوء نية أحيانا أخرى (قوى ليبرالية وعلمانية متطرفة) بهدف دفع الإخوان لهذه المواجهة الشاملة فتخلو لهم الساحة فيما بعد.

السيناريو الثالث: أن هناك قوى ليبرالية لا ترى لنفسها فرصة في الانتخابات الوشيكة تحاول إرباك المشهد السياسي بتأجيل الانتخابات (وقد حاولت كثيرا من قبل ونجحت بالفعل في ذلك بإطالة أمد الفترة الانتقالية)، ويساعدها في ذلك تخوين الإخوان باتهامهم بالتخلي عن الميدان، ولعل هذا يجد قبولا من المجلس العسكري..
ولعل تصريحات أسامة الغزالي حرب من قبل برغبته في بقاء المجلس العسكري لثلاث سنوات مقبلة، وكذلك ممدوح حمزة عن أنه من أعد وثيقة السلمي بما فيها من صلاحيات مطلقة للجيش تؤكد ذلك..
ومن ثم تتنادى هذه القوى بضرورة تأجيل الانتخابات وتشكيل مجلس رئاسي مدني (وهو مطلب قديم متجدد لهذه القوى) وبذلك تقفز على السلطة بما يشبه الانقلاب..
ومن الممكن أن يلتقي أحد السيناريوهان الأول والثاني مع السيناريو الثالث في ذلك..
يؤكد هذا اختفاء (الثوريين جدا) من المشهد، وإلا فأين البرادعي وعمرو موسى وأسامة الغزالي حرب وممدوح حمزة والبسطويسي وحمزاوي وإبراهيم عيسى وبلال فضل و... مما يحدث في التحرير؟؟!!

ماذا يفعل الإخوان؟!
لا شك أن الإخوان أما وضع في منتهى الخطورة والحساسية..
فهم إن نزلوا إلى ميدان التحرير وبقية الميادين بقوة أمام الضغط (الداخلي والخارجي) الكبير الذي يطالبهم بذلك.. فإنهم بذلك سيساهمون في تحقيق أحد هذه السيناريوهات السابقة، وسيقال (فيما بعد) أنهم دفعوا البلد إلى الفوضى والهاوية و...
وعلى الجانب الآخر إنهم تحلوا بالهدوء وقرروا عدم النزول سيتهمون بخيانة الثورة ودماء الشهداء وإيثار مصلحتهم الحزبية على المصلحة الوطنية و..

ولذلك أرى ألا يندفع الإخوان لرد فعل متسرع قد لا يحمد عقباه فيما بعد.
ومن المهم التأكيد على حق التظاهر والاعتصام السلمي، وتجريم الاعتداء عليهم من قبل الجيش والشرطة والمطالبة بتحقيق فوري مع المسؤول عن ذلك.
والتأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها وأن محاولة تأجيلها خط أحمر، لأنها أولى خطوات الانتقال السلمي للسلطة.
وكذلك اتخاذ موقف موحد مع باقي القوى السياسية (يشارك فيه الجميع) بمطالب واضحة محددة.
النزول لميدان التحرير بصورة فردية من أفراد الإخوان للتظاهر وحماية الميدان والمتظاهرين دون أن يكون هذا النزول بشكل مكثف.

أسأل الله أن يحفظ بلدنا مما يكاد لها..