الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

هل أخطأت حماس باطلاق الصواريخ ؟!

هكذا أراد الكيان الصهيوني أن يُبرر هجمته البربرية الوحشية على غزة ،وهكذا انساق نفرٌ كبيرٌ من العرب المتصهينين في هذا الاتجاه الذي يُبّرأ ساحة الجاني ويُدين الضحية!!
وحتى لو فرضنا صحة هذا الادعاء فهل ما أُطلق من صواريخ يستوجب رد فعل بهذا البشاعة والإجرام ؟!
ألم تكن هناك تهدئة لمدة ستة أشهر،من الذي خرق هذه التهدئة لعشرات -إن لم يكن مئات- المرات؟هل هي حماس أم الكيان الصهيوني؟
ومن الذي لم يلتزم باستحقاقات التهدئة-وهي التي تمت برعاية ووساطة مصرية-كفتح المعابر مثلاً؟
ثم دعونا نسأل أولئك الذين يقولون إن صواريخ حماس هي السبب في هذا العدوان،هل كانت هذه الصواريخ هي السبب في كل مجازر الصهاينة منذ ستين عاماً وأكثر ولم تكن حماس وجدت بعد؟!!
هل كانت هذه الصواريخ هي السبب في حرب ٦٧؟وهل كانت هي السبب في مذبحة دير ياسين وبحر البقر وصبرا وشاتيلا وقانا ...الخ؟!

إن حماس ومعها كل فصائل المقاومة لم تُخطأ بإطلاق الصواريخ بعد إنتهاء التهدئة،فما كان إطلاق الصواريخ إلا رداً على الغارات المتتالية من الاحتلال الصهيوني ودفاعاً عن النفس.
إن من يُطالب فصائل المقاومة بعدم الرد على الإعتداءات الصهيونية كمن يُطالب الضحية بألا يصرخ من الألم!!
إن جميع القوانين والأعراف الدولية وقبلها الشرائع السماوية تُعطي الحق للمُعتَدى عليه بالدفاع عن نفسه ورد العدوان "وقاتلوا في سبيل الله الذين يُقاتلونكم"،"واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم"،
"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ".
أما أولئك الذين يُقللّون ويسخرون من وسائل المقاومة المختلفة ويصفونها بالعبثية فنقول لهم ما قاله الله تعالى :"فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى"،فما هذه الصواريخ والعمليات الفدائية إلا أخذاً بالأسباب أما النصر فيأتي به الله وقتما يشاء"وما النصر إلا من عند الله".
ونقول لهم ماذا فعلتم أنتم بمفاوضتكم-العبثية بحق-المستمرة منذ قرابة العشرين عاماً؟
إننا نمر بمرحلة تباين المواقف والصفوف ووضوح الرؤية،بين من يقاوم ويعمل على تحرير الأرض والمقدسات ومن يتعامل وينسق أمنياً مع الاحتلال،وهذا التباين من فضل الله على المقاومة،فلو ظلت الصفوف مختلطة لكان هذا وبالاً على المقاومة
"لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم"
يا قوم لا تسخروا من فعل المقاومة فانها تُرعب الصهاينة
"ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون"

ليست هناك تعليقات: