الأربعاء، 11 مايو 2011

إمبابة ..واليوم السابع


عبدالرحمن أبوالعُلا يكتب : إمبابة ..واليوم السابع

http://www.alamatonline.net/l3.php?id=2593


بقلم : عبدالرحمن أبوالعُلا - 2011-05-10 10:05:38

أفزعني كما أفزع كل مصري حر ما حدث من اشتباكات دموية قيل إنها بين سلفيين ومسيحيين مساء السبت 7-5-2011 في منطقة إمبابة بالجيزة..
وإن كانت شهادات الشهود تنفي أن للسلفيين يد فيما حدث، خاصة مع تبرأ قياداتهم من الموضوع برمته واستنكارهم له..
وكعادة وسائل الإعلام المرئية والمقروءة أقيمت المآتم على الوحدة الوطنية التي أصيبت في مقتل، وتعالت الأصوات الناعقة تحذر من الخطر الإسلامي القادم، وحقوق الأقلية المسيحية الضائعة إلى آخر هذه الاسطوانة المتكررة مع كل حدث مشابه، دون النظر إلى الأسباب والنتائج والبحث عن الفاعل الحقيقي..
ولعلنا نسينا أن حادثة كنيسة القديسين في الإسكندرية كانت من تدبير حبيب العادلي وزير الداخلية المخلوع المحبوس..
على كلٍ، ليست الفتنة الطائفية (على أهميتها) موضع مقالي هذا، ولكني كإعلامي أردت أن أرصد تغطية وسائل الإعلام للحدث، وهل لها دور في تأجيج مشاعر كل طرف تجاه الأخر؟!
وسأسرد فيما يلي تغطية صحيفة اليوم السابع الإلكترونية للحدث صباح الاثنين 9-5 أي بعد يوم واحد من وقوعه..، وسأنقل ما كتب على الموقع الإلكتروني كما هو من غير تعديل أو تحوير، مع ملاحظة أن كل هذه العناوين والتفاصيل تواجدت في نفس الوقت على الموقع..
- القمص بسيط: أخشى أن يلجأ المسيحيون إلى استخدام السلاح
- بالصور.. الأقباط يودعون شهداءهم بالبكاء والورود.. والأهالى يلقون نظرة الوداع الأخيرة على جثامين أبنائهم.. والكنائس تكتسى باللون الأسود
- وفي يسار الموقع وبمساحة كبيرة وتحت عنوان بارز يقول:غضب الأقباط ينتقل إلى عبدالمنعم رياض وماسبيرو، وضعت 36 صورة
وتحتها مباشرة وبشكل مميز أيضاً عنوان: الأقباط يودعون ضحايا فتنة إمبابة ضم تحته 31 صورة لتشييع الأقباط للقتلى من المسيحيين.
وعنوان ثالث: لحظة بلحظة فتنة إمبابة من حرق كنيسة العذراء إلى حظر التجوال، ضم 38 صورة لجرحى من المسيحيين (وضح ذلك من الصليب الذي حرص المصور على إبرازه في أيدي المصابين)، وصور أخرى للاشتباكات.
وعنوان رابع: إزالة آثار الحريق من كنيسة العذراء بشارع الوحدة، ضم 16 صورة.
أما في ركن كتاب وأراء فكتب يونان مرقص الذي عرف بنفسه بأنه كاتب قبطي تحت عنوان زرع الفتنة ومسممو الأفكار
وأخيراً في ركن استطلاع الرأي طرح السؤال الأتي: هل توافق على عودة اللجان الشعبية بدلا من الشرطة للدفاع عن الكنائس ؟
ما هذا ؟ هل هذه تغطية إعلامية محايدة ؟!!
أم إنه شحن طائفي واضح..
من الممكن أن نقبل بهذه التغطية المكثفة للحدث إن كانت متوازنة في عرض الأخبار والأراء، ولكن هل يتصور أن الموقع ( حتى هذا الوقت) لم يشر تماماً إلى القتلى والمصابين من المسلمين ( على الرغم من أن الضحايا من المسلمين هم الأكثر عدداً) !!
إنه الإعلام الذي يسيطر عليه رأس المال المسيحي صاحب المصلحة في تأجج الفتنة الطائفية والاستقواء بأمريكا وغيرها..
إنه الإجرام إذن لا الإعلام!!

ليست هناك تعليقات: