الأحد، 8 مايو 2011
حين سقطت "العربية"
ما إن أوشكت أن أغير رأيي في قناة العربية، وأكاد أشعر ببعض المهنية بها كقناة إخبارية، حتى سقطت العربية سقطة أحسبها لا تُغتفر..
إنه ظهر الجمعة الماضية 29-4-2011، حين تركت العربية وراء ظهرها هتافات المتظاهرين والثائرين في ليبيا واليمن وسويا وظلت لساعات طوال تنقل مباشرة حفل زفاف الأمير وليم ابن ولي عهد بريطانيا، وكأن دماء الشهداء الذين كانوا يتساقطون في نفس هذا الوقت في بلداننا العربية ليست على نفس القدر من الأهمية..!!
بلى .. إن صوت الرصاص والمدافع لا يكاد يسكت، وإن دماء الشهداء لا تكاد تجف، فإذا لم ننقل أخبارهم الآن فسننقلها لاحقاً، أما حفل زفاف وليم وكايت فلن يتكرر..!!
ولعل الناس قد ملوا الثورات والمظاهرات ومشاهد الجرحى والشهداء، فما المانع أن نُروّح عنهم بحفل الزفاف ..!!
لا تحزنوا أيها الثائرون، ولا أنتم أيها الشهداء والمصابون .. ففي نهاية اليوم سنذكر في نشراتنا الإخبارية أن هناك مائة شهيد في سوريا وخمسين في ليبيا وثلاثين في اليمن، وألف مصاب هنا ومثلهم هناك وينتهي الأمر..
لا عليكم.. بل سنعطيكم مساحة أكبر في نشرات الغد..
ولكن اعذرونا، إنه وليم وكايت ..!!
أليس هذا هو لسان حال "العربية"؟!!
آه .. لقد ذكرني اسمها الذي على غير مسمى أن أصول السوريين واليمنيين والليبيين قبل خمسة آلاف عام ليست عربية، وأن أصول وليم وكايت القريبة عربية ..
لعل هذا هو السبب ؟!!
أم لأن كايت تلقت تعليمها الأولي في الأردن ؟!
والعربية تهتم بأخبار من عاش في بلاد العرب وإن لم يكن عربياً؟! إنها الحرفية الإعلامية..
كلمة أخيرة..
اتفق أو اختلف مع "الجزيرة"، إلا أنك لا تستطيع إلا أن تحترم مهنيتها وسبقها الإعلامي..
واتفق أو اختلف مع "العربية" إلا أنك لا تستطيع إلا أن تنظر لها بعين الشك والريبة..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق