رحل عن عالمنا عبقري الرواية العربية الأديب السوداني الطيب صالح عن عمر يناهز الثمانين عاماً ، بعد حياة حافلة بالكتابة والروايات والأدب ...
كان هذا هو الخبر الذي أذاعته الفضائيات والإذاعات ونشرته الصحف العربية على نطاق واسع وظلت وسائل الإعلام المختلفة - ولا زالت - تحتفي به أيما احتفاء وبروايته الأشهر "موسم الهجرة إلى الشمال" ، فدفعني هذا لقراءة الرواية ، ولم أكن قرأتها من قبل ، وإن كنت سمعت بها كثيراً ، فعكفت عليها حتي أنهيتها في أكثر من يومٍ واحدٍ بقليلٍ - حوالي مائة واثنتان وسبعون صفحة من القطع المتوسط - ، وليتني مافعلت !!
فهي روايةٌ سافلةٌ فاجرةٌ عاهرةٌ ماجنةٌ ... مليئةٌ بقلة الأدب وإن أُطلق على صاحبها لقب الأديب ...
لكن أكثر ما أثار حنقي هو هذا الاحتفاء الكبير المتواصل بالرجل ، ولمّا قرأت الرواية عرفت السبب ، فزمرة العلمانيين ومن يدّعون أنهم أصحاب فكر وثقافة لا يحتفلون إلا بمثل هذا الصنف من الكتاب والأدباء ، ولا عجب فالطيور على أشكالها تقع ...
وتذكرت قول الله تعالى "إن الذين يُحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليمٌ في الدنيا والآخرة" ..
إن هؤلاء لا يُحبون أن تشيع الفاحشة وفقط ، بل يُزينونها وينفخون فيها حتي يصدقهم الناس ، وينعتون أصحابها بالألقاب البرّاقة على شاكلة عبقري الرواية العربية ، وكأنه لا عبقرية إلا في الفسق والإنحلال ..
أما صاحب الرواية فقد هاجر فعلاً ولكن ليس إلى الشمال بل إلى الله ، ولم يُهاجر طَوعاً بل جاء أجله "فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" ، وقد أفضى إلى ما قدم ..
هناك تعليق واحد:
أمر طيب أن يكون النقد بعد القراءة أي على بينة و بصيرة.
جزاك الله خيرا
إرسال تعليق