حماس .. غزة .. الصهاينة
دراسة تحليلية
عبدالرحمن أبوالعُلا
تختلط الأوراق وتتباين الرؤى وتتصاعد الاتهامات من هنا وهناك تجاه ما يحدث لإخواننا في غزة من محرقة صهيونية بشعة فوق كل تصور، فمن متهم للأنظمة العربية وعلى رأسها النظام المصري ، وآخر متهم للمقاومة وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ،
لذا كانت هذه الدراسة الهامة التي تحاول كشف الحقيقة وتعرية العملاء والمتخاذلين وتفنيد الاتهامات ودرء الشبهات ...
أولاً : هل انقلبت حماس على السلطة الشرعية في غزة ؟
سؤال مضحك مبكي ؛ مضحكٍ لسذاجته ، مبكٍ لخباثته !
فقد فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية التي أجريت في يناير ٢٠٠٦ بأغلبية المقاعد في المجلس التشريعي ما يكفل لها تشكيل حكومة فلسطينية بمفردها دون تحالف أو ائتلاف مع أي فصيل آخر ، لكن حماس لم تشأ أن تشكل الحكومة بمفردها ورغبت أن تشاركها بقية الفصائل وخاصة حركة فتح في حكومة وحدة وطنية ، ورفضت فتح المشاركة فشكلت حماس الحكومة مع بعض المستقلين ولكن تياراً في فتح رفض نتائج الانتخابات ولم يتصور نفسه خارج السلطة فصارت بعض المناوشات مع حماس حتى جاء اتفاق مكة المكرمة ومن ثم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الاستاذ اسماعيل هنية ، ومع ذلك ظل هذا التيار الفتحاوي يعرقل مسيرة الحكومة التي تشارك فيها حركته ، بل ويعمل للانقلاب عليها بقيادة محمد دحلان وبإشراف من الجنرال الأمريكي دايتون المقيم في رام الله بصورة دائمة وتعرض رئيس الوزراء هنية لمحاولة اغتيال وتعرض مقر المجلس التشريعي لمرات من إطلاق النار وغير ذلك من الأعمال التخريبية الانقلابية، وهنا استبقت حماس الانقلاب عليها - وهي صاحبة السلطة - استبقت حماس بالسيطرة على هذا التيار الانقلابي والقضاء على الانقلاب المدبر ضدها في مهده.
فهل بهذا تكون حماس قد انقلبت على الشرعية؟!!
أليست هي الشرعية أصلاً؟ وهل يعقل أن ينقلب أحد على نفسه ؟ أو أن تنقلب حكومة على نفسها ؟!
ومع سيطرة حماس على الأمور في غزة والقضاء على الانقلاب ضدها فهي لم تنكر شرعية عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية ، ومع ذلك صارت ملاحقات استئصالية لحماس في الضفة الغربية واعتقل الآلاف من عناصرها في الضفة وتعرضوا لشتى أنواع التعذيب واغلقت مقار وجمعيات حماس في الضفة ويتم تجريم للمقاومة وعلى رأسها حماس في جميع مدن الضفة الغربية المحتلة .
ثانياً: هل شكلت حماس إمارة إسلامية في غزة ؟
للإجابة على هذا السؤال نسأل :
- هل أجبرت حماس المواطنين على الصلاة في المساجد؟
- هل أجبرت حماس النساء على إرتداء الحجاب ؟
- هل منعت حماس التلفاز أو الانترنت في غزة ؟
- هل غيرت حماس اسم غزة إلى دولة غزة الاسلامية مثلاً ؟
كل هذا لم يحدث ، بل لقد سعت حماس من أول يوم للحوار مع فتح ورأب الصدع الفلسطيني الداخلي بلا شروط.
ودعونا نسأل أولئك الذين يخافون من وجود إمارة إسلامية في غزة ألا تخشون الإمارة اليهودية الموجودة فعلاً والتي تملك ترسانة نووية ولا تُخفي يهوديتها بل تفاخر بها ؟!!
ثالثاً : حماس والحج
شبه عباس حماس بكفار قريش لأنهم منعوا حجاج غزة من الذهاب للحج على حد زعمه !!!
والحقيقة أن حماس قد أجرت قرعة علنية لاختيار العدد المطلوب من الحجاج من بين المتقدمين وانتظرت أن تأتيهم تأشيرات الحج من السعودية وأن تفتح مصر معبر رفح لعبورهم ، لكن السعودية أرسلت تأشيرات لعباس في رام الله وزعها بدوره على محاسيبه في غزة ورفضت مصر فتح المعبر فكانت أن منعت حماس خروج "حجاج الواسطة" حتي يخرج الحجاج المختارون بالقرعة السرية وهم أصحاب الحق في الحج .
ومن ثم لم يخرج أحد من غزة للحج بتآمر من عباس والسعودية ومصر ..
رابعاً : هل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس هي السبب في المذبحة الصهيونية في غزة بسبب إطلاقها الصواريخ ؟
هكذا أراد الكيان الصهيوني أن يُبرر هجمته البربرية الوحشية على غزة ،وهكذا انساق نفرٌ كبيرٌ من العرب المتصهينين في هذا الاتجاه الذي يُبّرأ ساحة الجاني ويُدين الضحية!!
وهكذا قال أبوالغيط حرفياً "إن حماس هي التي استفزت اسرائيل "
وحتى لو فرضنا صحة هذا الادعاء فهل ما أُطلق من صواريخ يستوجب رد فعل بهذه البشاعة والإجرام ؟!
ألم تكن هناك تهدئة لمدة ستة أشهر،من الذي خرق هذه التهدئة لعشرات -إن لم يكن مئات- المرات ؟ هل هي حماس أم الكيان الصهيوني؟
ومن الذي لم يلتزم باستحقاقات التهدئة -وهي التي تمت برعاية ووساطة مصرية- كفتح المعابر مثلاً ؟
ثم دعونا نسأل أولئك الذين يقولون إن صواريخ حماس هي السبب في هذا العدوان،هل كانت هذه الصواريخ هي السبب في كل مجازر الصهاينة منذ ستين عاماً وأكثر ولم تكن حماس قد وجدت بعد ؟!!
هل كانت هذه الصواريخ هي السبب في حرب ٦٧ ؟ وهل كانت هي السبب في مذبحة دير ياسين وبحر البقر وصبرا وشاتيلا وقانا ...الخ ؟!
إن حماس ومعها كل فصائل المقاومة لم تُخطئ بإطلاق الصواريخ بعد إنتهاء التهدئة،فما كان إطلاق الصواريخ إلا رداً على الغارات المتتالية من الاحتلال الصهيوني ودفاعاً عن النفس.
إن من يُطالب فصائل المقاومة بعدم الرد على الإعتداءات الصهيونية كمن يُطالب الضحية بألا يصرخ من الألم!!
فجميع القوانين والأعراف الدولية وقبلها الشرائع السماوية تُعطي الحق للمُعتَدى عليه بالدفاع عن نفسه ورد العدوان "وقاتلوا في سبيل الله الذين يُقاتلونكم"،"واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم"،"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ".
أما أولئك الذين يُقللّون ويسخرون من وسائل المقاومة المختلفة ويصفونها بالعبثية فنقول لهم ما قاله الله تعالى :"فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى"،فما هذه الصواريخ والعمليات الفدائية إلا أخذاً بالأسباب أما النصر فيأتي به الله وقتما يشاء"وما النصر إلا من عند الله".
ونقول لهم ماذا فعلتم أنتم بمفاوضتكم-العبثية بحق-المستمرة منذ قرابة العشرين عاماً؟
إننا نمر بمرحلة تباين المواقف والصفوف ووضوح الرؤية،بين من يقاوم ويعمل على تحرير الأرض والمقدسات ومن يتعامل وينسق أمنياً مع الاحتلال،وهذا التباين من فضل الله على المقاومة،فلو ظلت الصفوف مختلطة لكان هذا وبالاً على المقاومة"لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم"
يا قوم لا تسخروا من فعل المقاومة فانها تُرعب الصهاينة "ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون"
خامساً : هل تآمرت مصر وعباس مع الكيان الصهيوني ضد غزة ؟
هذا مايبدوا ، فقد زارت وزيرة خارجية الكيان الصهيوني ليفني مصر قبل أقل من ثمانية وأربعين ساعة فقط من قصف غزة والتقت مبارك وأبوالغيط ، وخرج أبوالغيط وليفني للصحفيين متشابكي الأيدي تعلو وجهيهما الابتسامة ..
وهناك أحد احتمالين الأول أن تكون ليفني قد أخبرت مصر بعملياتها ضد غزة وهذه مصيبة كبرى ، والثاني - وهو مايقوله الاعلام الحكومي المصري - أن ليفني لم تخبر مصر بمذبحة غزة ولكن زيارتها لمصر كانت من قبيل إحراج مصر فلسطينياً وعربياً حتى تبدو مصر كما لوكانت على علم بالقصف الصهيوني ، وهذا في حد ذاته مصيبة أخرى ؛ فهو يعني تلاعب الصهاينة بمصر وبالساسة المصريين وعلى رأسهم الرئيس مبارك ، وإذا صح هذا الفرض ألم يكن من الواجب أن يكون هناك رد فعل مصري قوي تجاه الكيان الصهيوني ومطالبته بالإعتذار كما فعلت تركيا ؟!
لكن رد الفعل المصري على محرقة غزة جاء مُخيباً للآمال بشكل غير مسبوق ، فها هو أحمد أبوالغيط يحمل المقاومة الفلسطينية المسؤولية كاملة دون أن يكلف خاطره تحميل الكيان الصهيوني ولو جزءاً من المسؤولية وكأن حماس هي التي تقصف غزة وتقتل الأبرياء وتهدم المساجد ..
ثم جاء خطاب الرئيس مبارك بعد أربعة أيام من القصف الصهيوني المتواصل ليحق فيه تماماً المثل القائل سكت دهراً ونطق كفراً ، فيعلنها بصراحة أنه لن يفتح معبر رفح !!
أما أبومازن فغاية ما أعلنه أنه أجرى اتصالات لتهدئة الوضع في غزة ،ثم ها هي الأخبار تترا أن أبومازن شكل خلية عمل لملء الفراغ في غزة بعد أن يقضي الكيان الصهيوني على حماس فهو يريد العودة لغزة على ظهر دبابة صهيونية ، وأرسل عدد من ضباطه المتقاعدين في غزة إليه يسألونه الدفاع عن غزة ضد الصهاينة فيرد عليهم بالرفض ، ليس هذا فحسب بل إن رجاله في غزة يقومون بمهمة عظيمة في إرشاد الصهاينة عن أماكن رجال حماس والقسام !!!
كذلك فإن القضاء على المقاومة عامة وحماس خاصة صار هدفاً صهيونياً - لأنها شوكة في حلقه يزعجه صواريخها - ، وفتحاوياً - لرد اعتبارهم ورغبتهم في العودة لغزة وتمرير مشروع الاستسلام -، ومصرياً - للخلاص من صداع غزة والخوف من التأثير الايجابي لحماس في غزة على الإخوان المسلمين في مصر-.
سادساً : معبر رفح
باختصار هو معبر يربط غزة بمصر وهو المنفذ الوحيد لغزة على العالم - لأن باقي معابر غزة تربطها بالاحتلال الصهيوني -
وبالتالي فإدارته مصرية فلسطينية تحت إشراف الاتحاد الأوربي ، وقد كان المعبر يعمل بشكل عادي جداً قبل سيطرة حماس على غزة وإنهاء محاولة الإنقلاب عليها ، ففرض الكيان الصهيوني حصاراً خانقاً على غزة وأغلقت مصر معبر رفح بشكل كامل واستشهد جراء ذلك الحصار قرابة الثلاثمائة طفل وامرأة ورجل من المرضى الذين لم يجدوا علاجهم في غزة ولم يستطيعوا الخروج للعلاج خارجها ، ونقصت المواد الأولية في غزة بشكل غير عادي ، من دقيق وغاز وكهرباء وغير ذلك حتى اضطرت المخابز لإغلاق أبوابها مرات كثيرة ، إلى أن تسمح مصر بفتح معبر رفح ليوم أو يومين فتدخل بعض المواد التموينية ، أو أن يفتح الكيان بعض معابره لدخول هذه المواد ، فصارت غزة بلا حياة ولا موت .
وفي يناير من ٢٠٠٨ وتحت وطأة الحصار الخانق اقتحمت الجماهير الفلسطينية معبر رفح باتجاه مصر واشتروا حاجاتهم من رفح المصرية ومدينة العريش ( بأضعاف ثمنها ) وعادوا بعدها إلى غزة ، وصرح الرئيس مبارك بأنه لن يسمح بأن يموت أهل غزة جوعاً وامتدح الجميع موقفه هذا .
لكن المعبر لم يفتح بعد ذلك إلا لمرات قليلة جداً لا تغني ولا تسمن من جوع وظل مغلقاً معظم الوقت على الرغم من المطالب الدائمة بفتحه ، ظل المعبر مغلقاٍ أحياناً بدعوى عدم وجود سلطة فلسطينية شرعية في غزة وكأن حماس لم تأت بانتخابات ديموقراطية شهد القاصي والداني بنزاهتها ، وأحياناً بدعوى المحافظة على الأمن القومي المصري وكأن فتح المعبر لدخول المرضى مثلاً يضر بالأمن القومي .
والسؤال لماذا لا يُعامل معبر رفح كمعبر السلوم بين مصر وليبيا مع أخذ الاحتياطات الأمنية المشددة إن كان هناك خوف على الأمن القومي المصري ؟!
ولأن الأمر ليس كما يزعمون فقد منعوا قوافل الإغاثة المصرية التي تشرف عليها لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة الأطباء ومنعوا نواب الشعب المصري وبعض القضاة من الذهاب لغزة !!
بل ومنعوا وفداً برلمانياً أوربياً جاء لزيارة غزة عبر معبر رفح ، فهل هؤلاء خطر على الأمن القومي المصري ؟!
سابعاً : الدعوى بأن الكيان الصهيوني يريد أن يُلقي بعبء غزة على مصر للتخلص منه
ومنذ متى والكيان الصهيوني يحمل عبء غزة
وحتى إن كان هذا صحيحاً ، إلا أن الفلسطينيون أنفسهم لن يقبلوا بهذا ، كما أن المصريون لن يقبلوا به أيضاً ، فعندما يطالب الفلسطينيون بفتح معبر رفح فإنهم لا يدخلون إلا للعلاج أو لشراء حاجياتهم ثم إنهم يدخلون بجواز السفر وبعد التفتيش الأمني لهم ، وهذا ما يحدث تماماً في الحدود بين أي دولتين متجاورتين ، فهل في هذا تحمل مصر لعبء غزة ؟!
ثم دعونا نفرض أن مصر تحملت عبء غزة ، ما المانع في ذلك ؟ أليسوا عرباً ومسلمون ومستضعفون ومُحَاربون ؟!
ثامناً : هل تستطيع حماس تغيير قواعد اللعبة ؟
نعم تستطيع ، فلدى حماس كتائب القسام - ويُقدر العدو الصهيوني عددهم بما يزيد عن الثلاثين ألفاً من الرجال المسلحون تسليحاً قوياً والمدربون تدريباً راقياً -
وحماس هي التي بدأت سلاح العمليات الاستشهادية الذي أقلق مضاجع الصهاينة في عمق دارهم ، ثم هي التي بدأت سلاح الصواريخ التي ملأت قلوب اليهود رعباً وقلقاً وخوفاً وفزعاً ، وما كانت هذه المحرقة إلا محاولة من الصهاينة للقضاء على إطلاق الصواريخ ، ولكن أنى لهم هذا ؟!
فها هي صواريخ أحدث تصل إلى مدى أبعد داخل العمق الصهيوني تنطلق بالعشرات بل بالمئات يومياً حتى مع استمرار القصف الصهيوني .
وحماس هي التي أسرت الجندي الصهيوني ، وكم حاول الصهاينة الإفراج عنه ، وكم توسط لهم النظام المصري ولكن دون جدوى .
وحماس هي التي تتوعد الصهاينة إن دخلوا غزة أن يجمع أطفال غزة أشلاء القتلى من الجنود الصهاينة - على حد قول بيان كتائب القسام -
وحماس هي التي لم ترفع الراية البيضاء - كما قال رئيس الوزراء المجاهد إسماعيل هنية - ولم يفر قادتها وهم شبه عُراة كما فر من قبل قادة فتح .
وقبل كل هذا وبعد كل هذا تستطيع حماس أن تُغير قواعد اللعبة لأن الله معها ..
تاسعاً : هل من الممكن أن تنتصر حماس في يوم من الأيام ؟
يقيناً سيحدث هذا ولو بعد حين ، وإلا لماذا يخشى الصهاينة حماس ؟ ولماذا يُشنون عليها حرباً لا هوادة فيها - كما صرح أولمرت - ؟!
ستنتصر المقاومة وحماس في مقدمتها لأن هذا وعد الله الذي لا ريب فيه
"إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"
"ولينصرن الله من ينصره"
"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً"
"فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً"
"ألا إن نصر الله قريب""
"ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون"
"حتى إذ استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذبوا جاءهم نصرنا فنُجي من نشاء ولا يُرد بأسنا عن القوم المجرمين"
"ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً"
ستنتصر المقاومة وحماس في مقدمتها لأن غالبية الشعب الفلسطيني ملتف حولها ، ألا تُلاحظون أن أحداً لم ينتفض أو يثور على حماس مع أن الجميع راهنوا على ذلك نتيجة الحصار ؟!!
ومن أراد أن يعرف التفاف الشعب الفلسطيني حول حماس فلينظر لمهرجان الانطلاقة ٢١ فهو خير شاهد على ذلك .
ستنتصر المقاومة وحماس في مقدمتها لأن غالبية الشعوب العربية والإسلامية تؤيدها - دعكم من مجموعة المستسلمين المتأمركين المتصهينين الذين يملأون شاشات التلفاز مهاجمين حماس ليلاً نهاراً ،فما كان هؤلاء ليعبروا عن الرأي العام وعن الشعوب العربية يوماً من الأيام .
عاشراً : ما واجبنا تجاه أهلنا في غزة ؟
- الدعاء الدعاء الدعاء ، فلا يرد القدر إلا الدعاء .
- الدعم المادي وهو نوع من الجهاد ذكره الله تعالى مُقدماً على الجهاد بالنفس مرات عديدة في القرآن الكريم "إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله … "
- الضغط الشعبي على الحكومات العربية
- الاهتمام بأمرهم ومتابعة الأحداث "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"
- التوعية الشعبية لمن لا يعرف الحقيقة
تلك عشرة كاملة
أسأل الله أن تكون جهاداً بالكلمة ونصرة للحق وأهله
دراسة تحليلية
عبدالرحمن أبوالعُلا
تختلط الأوراق وتتباين الرؤى وتتصاعد الاتهامات من هنا وهناك تجاه ما يحدث لإخواننا في غزة من محرقة صهيونية بشعة فوق كل تصور، فمن متهم للأنظمة العربية وعلى رأسها النظام المصري ، وآخر متهم للمقاومة وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ،
لذا كانت هذه الدراسة الهامة التي تحاول كشف الحقيقة وتعرية العملاء والمتخاذلين وتفنيد الاتهامات ودرء الشبهات ...
أولاً : هل انقلبت حماس على السلطة الشرعية في غزة ؟
سؤال مضحك مبكي ؛ مضحكٍ لسذاجته ، مبكٍ لخباثته !
فقد فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية التي أجريت في يناير ٢٠٠٦ بأغلبية المقاعد في المجلس التشريعي ما يكفل لها تشكيل حكومة فلسطينية بمفردها دون تحالف أو ائتلاف مع أي فصيل آخر ، لكن حماس لم تشأ أن تشكل الحكومة بمفردها ورغبت أن تشاركها بقية الفصائل وخاصة حركة فتح في حكومة وحدة وطنية ، ورفضت فتح المشاركة فشكلت حماس الحكومة مع بعض المستقلين ولكن تياراً في فتح رفض نتائج الانتخابات ولم يتصور نفسه خارج السلطة فصارت بعض المناوشات مع حماس حتى جاء اتفاق مكة المكرمة ومن ثم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الاستاذ اسماعيل هنية ، ومع ذلك ظل هذا التيار الفتحاوي يعرقل مسيرة الحكومة التي تشارك فيها حركته ، بل ويعمل للانقلاب عليها بقيادة محمد دحلان وبإشراف من الجنرال الأمريكي دايتون المقيم في رام الله بصورة دائمة وتعرض رئيس الوزراء هنية لمحاولة اغتيال وتعرض مقر المجلس التشريعي لمرات من إطلاق النار وغير ذلك من الأعمال التخريبية الانقلابية، وهنا استبقت حماس الانقلاب عليها - وهي صاحبة السلطة - استبقت حماس بالسيطرة على هذا التيار الانقلابي والقضاء على الانقلاب المدبر ضدها في مهده.
فهل بهذا تكون حماس قد انقلبت على الشرعية؟!!
أليست هي الشرعية أصلاً؟ وهل يعقل أن ينقلب أحد على نفسه ؟ أو أن تنقلب حكومة على نفسها ؟!
ومع سيطرة حماس على الأمور في غزة والقضاء على الانقلاب ضدها فهي لم تنكر شرعية عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية ، ومع ذلك صارت ملاحقات استئصالية لحماس في الضفة الغربية واعتقل الآلاف من عناصرها في الضفة وتعرضوا لشتى أنواع التعذيب واغلقت مقار وجمعيات حماس في الضفة ويتم تجريم للمقاومة وعلى رأسها حماس في جميع مدن الضفة الغربية المحتلة .
ثانياً: هل شكلت حماس إمارة إسلامية في غزة ؟
للإجابة على هذا السؤال نسأل :
- هل أجبرت حماس المواطنين على الصلاة في المساجد؟
- هل أجبرت حماس النساء على إرتداء الحجاب ؟
- هل منعت حماس التلفاز أو الانترنت في غزة ؟
- هل غيرت حماس اسم غزة إلى دولة غزة الاسلامية مثلاً ؟
كل هذا لم يحدث ، بل لقد سعت حماس من أول يوم للحوار مع فتح ورأب الصدع الفلسطيني الداخلي بلا شروط.
ودعونا نسأل أولئك الذين يخافون من وجود إمارة إسلامية في غزة ألا تخشون الإمارة اليهودية الموجودة فعلاً والتي تملك ترسانة نووية ولا تُخفي يهوديتها بل تفاخر بها ؟!!
ثالثاً : حماس والحج
شبه عباس حماس بكفار قريش لأنهم منعوا حجاج غزة من الذهاب للحج على حد زعمه !!!
والحقيقة أن حماس قد أجرت قرعة علنية لاختيار العدد المطلوب من الحجاج من بين المتقدمين وانتظرت أن تأتيهم تأشيرات الحج من السعودية وأن تفتح مصر معبر رفح لعبورهم ، لكن السعودية أرسلت تأشيرات لعباس في رام الله وزعها بدوره على محاسيبه في غزة ورفضت مصر فتح المعبر فكانت أن منعت حماس خروج "حجاج الواسطة" حتي يخرج الحجاج المختارون بالقرعة السرية وهم أصحاب الحق في الحج .
ومن ثم لم يخرج أحد من غزة للحج بتآمر من عباس والسعودية ومصر ..
رابعاً : هل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس هي السبب في المذبحة الصهيونية في غزة بسبب إطلاقها الصواريخ ؟
هكذا أراد الكيان الصهيوني أن يُبرر هجمته البربرية الوحشية على غزة ،وهكذا انساق نفرٌ كبيرٌ من العرب المتصهينين في هذا الاتجاه الذي يُبّرأ ساحة الجاني ويُدين الضحية!!
وهكذا قال أبوالغيط حرفياً "إن حماس هي التي استفزت اسرائيل "
وحتى لو فرضنا صحة هذا الادعاء فهل ما أُطلق من صواريخ يستوجب رد فعل بهذه البشاعة والإجرام ؟!
ألم تكن هناك تهدئة لمدة ستة أشهر،من الذي خرق هذه التهدئة لعشرات -إن لم يكن مئات- المرات ؟ هل هي حماس أم الكيان الصهيوني؟
ومن الذي لم يلتزم باستحقاقات التهدئة -وهي التي تمت برعاية ووساطة مصرية- كفتح المعابر مثلاً ؟
ثم دعونا نسأل أولئك الذين يقولون إن صواريخ حماس هي السبب في هذا العدوان،هل كانت هذه الصواريخ هي السبب في كل مجازر الصهاينة منذ ستين عاماً وأكثر ولم تكن حماس قد وجدت بعد ؟!!
هل كانت هذه الصواريخ هي السبب في حرب ٦٧ ؟ وهل كانت هي السبب في مذبحة دير ياسين وبحر البقر وصبرا وشاتيلا وقانا ...الخ ؟!
إن حماس ومعها كل فصائل المقاومة لم تُخطئ بإطلاق الصواريخ بعد إنتهاء التهدئة،فما كان إطلاق الصواريخ إلا رداً على الغارات المتتالية من الاحتلال الصهيوني ودفاعاً عن النفس.
إن من يُطالب فصائل المقاومة بعدم الرد على الإعتداءات الصهيونية كمن يُطالب الضحية بألا يصرخ من الألم!!
فجميع القوانين والأعراف الدولية وقبلها الشرائع السماوية تُعطي الحق للمُعتَدى عليه بالدفاع عن نفسه ورد العدوان "وقاتلوا في سبيل الله الذين يُقاتلونكم"،"واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم"،"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ".
أما أولئك الذين يُقللّون ويسخرون من وسائل المقاومة المختلفة ويصفونها بالعبثية فنقول لهم ما قاله الله تعالى :"فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى"،فما هذه الصواريخ والعمليات الفدائية إلا أخذاً بالأسباب أما النصر فيأتي به الله وقتما يشاء"وما النصر إلا من عند الله".
ونقول لهم ماذا فعلتم أنتم بمفاوضتكم-العبثية بحق-المستمرة منذ قرابة العشرين عاماً؟
إننا نمر بمرحلة تباين المواقف والصفوف ووضوح الرؤية،بين من يقاوم ويعمل على تحرير الأرض والمقدسات ومن يتعامل وينسق أمنياً مع الاحتلال،وهذا التباين من فضل الله على المقاومة،فلو ظلت الصفوف مختلطة لكان هذا وبالاً على المقاومة"لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم"
يا قوم لا تسخروا من فعل المقاومة فانها تُرعب الصهاينة "ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون"
خامساً : هل تآمرت مصر وعباس مع الكيان الصهيوني ضد غزة ؟
هذا مايبدوا ، فقد زارت وزيرة خارجية الكيان الصهيوني ليفني مصر قبل أقل من ثمانية وأربعين ساعة فقط من قصف غزة والتقت مبارك وأبوالغيط ، وخرج أبوالغيط وليفني للصحفيين متشابكي الأيدي تعلو وجهيهما الابتسامة ..
وهناك أحد احتمالين الأول أن تكون ليفني قد أخبرت مصر بعملياتها ضد غزة وهذه مصيبة كبرى ، والثاني - وهو مايقوله الاعلام الحكومي المصري - أن ليفني لم تخبر مصر بمذبحة غزة ولكن زيارتها لمصر كانت من قبيل إحراج مصر فلسطينياً وعربياً حتى تبدو مصر كما لوكانت على علم بالقصف الصهيوني ، وهذا في حد ذاته مصيبة أخرى ؛ فهو يعني تلاعب الصهاينة بمصر وبالساسة المصريين وعلى رأسهم الرئيس مبارك ، وإذا صح هذا الفرض ألم يكن من الواجب أن يكون هناك رد فعل مصري قوي تجاه الكيان الصهيوني ومطالبته بالإعتذار كما فعلت تركيا ؟!
لكن رد الفعل المصري على محرقة غزة جاء مُخيباً للآمال بشكل غير مسبوق ، فها هو أحمد أبوالغيط يحمل المقاومة الفلسطينية المسؤولية كاملة دون أن يكلف خاطره تحميل الكيان الصهيوني ولو جزءاً من المسؤولية وكأن حماس هي التي تقصف غزة وتقتل الأبرياء وتهدم المساجد ..
ثم جاء خطاب الرئيس مبارك بعد أربعة أيام من القصف الصهيوني المتواصل ليحق فيه تماماً المثل القائل سكت دهراً ونطق كفراً ، فيعلنها بصراحة أنه لن يفتح معبر رفح !!
أما أبومازن فغاية ما أعلنه أنه أجرى اتصالات لتهدئة الوضع في غزة ،ثم ها هي الأخبار تترا أن أبومازن شكل خلية عمل لملء الفراغ في غزة بعد أن يقضي الكيان الصهيوني على حماس فهو يريد العودة لغزة على ظهر دبابة صهيونية ، وأرسل عدد من ضباطه المتقاعدين في غزة إليه يسألونه الدفاع عن غزة ضد الصهاينة فيرد عليهم بالرفض ، ليس هذا فحسب بل إن رجاله في غزة يقومون بمهمة عظيمة في إرشاد الصهاينة عن أماكن رجال حماس والقسام !!!
كذلك فإن القضاء على المقاومة عامة وحماس خاصة صار هدفاً صهيونياً - لأنها شوكة في حلقه يزعجه صواريخها - ، وفتحاوياً - لرد اعتبارهم ورغبتهم في العودة لغزة وتمرير مشروع الاستسلام -، ومصرياً - للخلاص من صداع غزة والخوف من التأثير الايجابي لحماس في غزة على الإخوان المسلمين في مصر-.
سادساً : معبر رفح
باختصار هو معبر يربط غزة بمصر وهو المنفذ الوحيد لغزة على العالم - لأن باقي معابر غزة تربطها بالاحتلال الصهيوني -
وبالتالي فإدارته مصرية فلسطينية تحت إشراف الاتحاد الأوربي ، وقد كان المعبر يعمل بشكل عادي جداً قبل سيطرة حماس على غزة وإنهاء محاولة الإنقلاب عليها ، ففرض الكيان الصهيوني حصاراً خانقاً على غزة وأغلقت مصر معبر رفح بشكل كامل واستشهد جراء ذلك الحصار قرابة الثلاثمائة طفل وامرأة ورجل من المرضى الذين لم يجدوا علاجهم في غزة ولم يستطيعوا الخروج للعلاج خارجها ، ونقصت المواد الأولية في غزة بشكل غير عادي ، من دقيق وغاز وكهرباء وغير ذلك حتى اضطرت المخابز لإغلاق أبوابها مرات كثيرة ، إلى أن تسمح مصر بفتح معبر رفح ليوم أو يومين فتدخل بعض المواد التموينية ، أو أن يفتح الكيان بعض معابره لدخول هذه المواد ، فصارت غزة بلا حياة ولا موت .
وفي يناير من ٢٠٠٨ وتحت وطأة الحصار الخانق اقتحمت الجماهير الفلسطينية معبر رفح باتجاه مصر واشتروا حاجاتهم من رفح المصرية ومدينة العريش ( بأضعاف ثمنها ) وعادوا بعدها إلى غزة ، وصرح الرئيس مبارك بأنه لن يسمح بأن يموت أهل غزة جوعاً وامتدح الجميع موقفه هذا .
لكن المعبر لم يفتح بعد ذلك إلا لمرات قليلة جداً لا تغني ولا تسمن من جوع وظل مغلقاً معظم الوقت على الرغم من المطالب الدائمة بفتحه ، ظل المعبر مغلقاٍ أحياناً بدعوى عدم وجود سلطة فلسطينية شرعية في غزة وكأن حماس لم تأت بانتخابات ديموقراطية شهد القاصي والداني بنزاهتها ، وأحياناً بدعوى المحافظة على الأمن القومي المصري وكأن فتح المعبر لدخول المرضى مثلاً يضر بالأمن القومي .
والسؤال لماذا لا يُعامل معبر رفح كمعبر السلوم بين مصر وليبيا مع أخذ الاحتياطات الأمنية المشددة إن كان هناك خوف على الأمن القومي المصري ؟!
ولأن الأمر ليس كما يزعمون فقد منعوا قوافل الإغاثة المصرية التي تشرف عليها لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة الأطباء ومنعوا نواب الشعب المصري وبعض القضاة من الذهاب لغزة !!
بل ومنعوا وفداً برلمانياً أوربياً جاء لزيارة غزة عبر معبر رفح ، فهل هؤلاء خطر على الأمن القومي المصري ؟!
سابعاً : الدعوى بأن الكيان الصهيوني يريد أن يُلقي بعبء غزة على مصر للتخلص منه
ومنذ متى والكيان الصهيوني يحمل عبء غزة
وحتى إن كان هذا صحيحاً ، إلا أن الفلسطينيون أنفسهم لن يقبلوا بهذا ، كما أن المصريون لن يقبلوا به أيضاً ، فعندما يطالب الفلسطينيون بفتح معبر رفح فإنهم لا يدخلون إلا للعلاج أو لشراء حاجياتهم ثم إنهم يدخلون بجواز السفر وبعد التفتيش الأمني لهم ، وهذا ما يحدث تماماً في الحدود بين أي دولتين متجاورتين ، فهل في هذا تحمل مصر لعبء غزة ؟!
ثم دعونا نفرض أن مصر تحملت عبء غزة ، ما المانع في ذلك ؟ أليسوا عرباً ومسلمون ومستضعفون ومُحَاربون ؟!
ثامناً : هل تستطيع حماس تغيير قواعد اللعبة ؟
نعم تستطيع ، فلدى حماس كتائب القسام - ويُقدر العدو الصهيوني عددهم بما يزيد عن الثلاثين ألفاً من الرجال المسلحون تسليحاً قوياً والمدربون تدريباً راقياً -
وحماس هي التي بدأت سلاح العمليات الاستشهادية الذي أقلق مضاجع الصهاينة في عمق دارهم ، ثم هي التي بدأت سلاح الصواريخ التي ملأت قلوب اليهود رعباً وقلقاً وخوفاً وفزعاً ، وما كانت هذه المحرقة إلا محاولة من الصهاينة للقضاء على إطلاق الصواريخ ، ولكن أنى لهم هذا ؟!
فها هي صواريخ أحدث تصل إلى مدى أبعد داخل العمق الصهيوني تنطلق بالعشرات بل بالمئات يومياً حتى مع استمرار القصف الصهيوني .
وحماس هي التي أسرت الجندي الصهيوني ، وكم حاول الصهاينة الإفراج عنه ، وكم توسط لهم النظام المصري ولكن دون جدوى .
وحماس هي التي تتوعد الصهاينة إن دخلوا غزة أن يجمع أطفال غزة أشلاء القتلى من الجنود الصهاينة - على حد قول بيان كتائب القسام -
وحماس هي التي لم ترفع الراية البيضاء - كما قال رئيس الوزراء المجاهد إسماعيل هنية - ولم يفر قادتها وهم شبه عُراة كما فر من قبل قادة فتح .
وقبل كل هذا وبعد كل هذا تستطيع حماس أن تُغير قواعد اللعبة لأن الله معها ..
تاسعاً : هل من الممكن أن تنتصر حماس في يوم من الأيام ؟
يقيناً سيحدث هذا ولو بعد حين ، وإلا لماذا يخشى الصهاينة حماس ؟ ولماذا يُشنون عليها حرباً لا هوادة فيها - كما صرح أولمرت - ؟!
ستنتصر المقاومة وحماس في مقدمتها لأن هذا وعد الله الذي لا ريب فيه
"إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"
"ولينصرن الله من ينصره"
"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً"
"فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً"
"ألا إن نصر الله قريب""
"ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون"
"حتى إذ استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذبوا جاءهم نصرنا فنُجي من نشاء ولا يُرد بأسنا عن القوم المجرمين"
"ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً"
ستنتصر المقاومة وحماس في مقدمتها لأن غالبية الشعب الفلسطيني ملتف حولها ، ألا تُلاحظون أن أحداً لم ينتفض أو يثور على حماس مع أن الجميع راهنوا على ذلك نتيجة الحصار ؟!!
ومن أراد أن يعرف التفاف الشعب الفلسطيني حول حماس فلينظر لمهرجان الانطلاقة ٢١ فهو خير شاهد على ذلك .
ستنتصر المقاومة وحماس في مقدمتها لأن غالبية الشعوب العربية والإسلامية تؤيدها - دعكم من مجموعة المستسلمين المتأمركين المتصهينين الذين يملأون شاشات التلفاز مهاجمين حماس ليلاً نهاراً ،فما كان هؤلاء ليعبروا عن الرأي العام وعن الشعوب العربية يوماً من الأيام .
عاشراً : ما واجبنا تجاه أهلنا في غزة ؟
- الدعاء الدعاء الدعاء ، فلا يرد القدر إلا الدعاء .
- الدعم المادي وهو نوع من الجهاد ذكره الله تعالى مُقدماً على الجهاد بالنفس مرات عديدة في القرآن الكريم "إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله … "
- الضغط الشعبي على الحكومات العربية
- الاهتمام بأمرهم ومتابعة الأحداث "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"
- التوعية الشعبية لمن لا يعرف الحقيقة
تلك عشرة كاملة
أسأل الله أن تكون جهاداً بالكلمة ونصرة للحق وأهله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق