رمضان وتربية الأمة على الوحدة :
مع بداية رمضان من كل عام يكثر توزيع الإمساكيات الرمضانية التي بها مواقيت الصلاة ويهتم الناس بمعرفة وقت أذان الفجر وأذان المغرب من كل يوم ، إذ هما وقت الإمساك والإفطار الذين شرعهما الله عز وجل ..
وقتين واضحين محددين يبدأ المسلمون الصوم في أحدهما وينتهون من الصوم عند الآخر ، إنها الوحدة في أسمى صورها ، فالجميع رجالاً ونساءً ، كباراً وصغاراً، أغنياء وفقراء يبدأون وينتهون في وقت واحد ، ولم لا والههم جميعا واحد !!
وإذا كان الصوم هو الامتناع عن الطام والشراب والجماع لوقت محدد، ألم يكن من الممكن أن يختار كل واحد الصوم في الوقت الذي يُحب ما دام ملتزما بعدد محدد من الساعات ؟ لا وألف لا ، فبهذا يفقد الصوم أحد أهم أهدافه وهو تربية الأمة الإسلامية على الوحدة .
ويا للعجب أن تجد أمة واحدة تُودي فريضة واحدة لرب واحد وهلالها واحد ثم هي تتفرق في بداية الشهر ونهايته من كل عام !!
وتنسى حكمة الصيام
وتنسى قول الله تعالى "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون " الأنبياء ٢٩
وقوله "وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون" المؤمنون ٥٢
كذلك فإن اختصاص رمضان باجتماع المسلمين بعد العشاء في كل ليلة منه لأداء صلاة التراويح في جماعة يُعد دعوة إلى وحدة الأمة في عبوديتها لله عز وجل .
والأمر كذلك في سنة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان في المساجد وفيها تربية للمسلمين على وحدة الصف .
وعلى الجانب الاجتماعي نجد في رمضان فرصة للوحدة والترابط بين العائلة بل حتى الأسرة الواحدة في تجمعهم على الإفطار .
ما أحوجنا - نحن المسلمين - للوحدة ، ورمضان فرصة عظيمة لهذه الوحدة المنشودة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق