يبدوا أن قدر جماعة الإخوان المسلمين أن تبقى دائماً مادة دسمة للإعلام ، يعرض من صادق أخبارها القليل ويُؤلف ويخترع ويُفبرك من كاذب الأخبار عنها الكثير ..
فعلى مدى أسابيع عدة خلت ومنذ رحيل الأستاذ محمد هلال عضو مكتب الإرشاد ، لم يكن للصحافة أو مواقع الانترنت حديثاً غير تصعيد الدكتور عصام العريان لعضوية مكتب الإرشاد ، والخلافات بين التيار المحافظ الذي يرفض تصعيد العريان والتيار الإصلاحي الذي يدعوا لتصعيده، وكأن بقاء العريان بعيداً عن عضوية مكتب الإرشاد انتقاصاً من مكانته أو قدحاً في اخوانيته أو تقليلاً من كفاءته ؟!!
إن القاصي والداني يعرف من هو الدكتور عصام العريان ويعرف حب الإخوان -قادةً وأفراداً - له ، ولا يُتخيل أن يسعى العريان إلي تبوء منصبٍ أو مكانةٍ ، وهو الذي تربي وربّى على أن المناصب تكليفٌ لا تشريفٌ ..
ألم يسمع هؤلاء لفضيلة المرشد تأكيده مرات ومرات على ترك منصبه بعد فترة إرشاد ٍواحدةٍ ؟!
ولمّا لم تُفلح اختلاقاتهم هذه في شق الصف الإخواني زادوها كذباً علهم يُفلحون، فمرة يقولون إن المرشد قد اعتكف في بيته مقاطعاً مكتب الإرشاد ، وأخيراً أعلنوا استقالة المرشد ، والمرشد يُؤكد أنه قائم على رأس الجماعة ، ونائبه الأول الدكتور محمد حبيب الذي ادعوا زوراً أنه صار مرشداً ينفي استقالة المرشد ، وحتى الدكتور عبدالحليم قنديل وهو من خارج الإخوان يُؤكد أنه شاهد على كذب شائعة استقالة المرشد ، ورغم كل هذا لا زال الأفاكون يتحدثون عن الخلافات والاستقالات وحروب التيارات داخل مكتب الإرشاد !!
ويبدوا أن أصحاب هذه الافتراءات قد تأثروا بما رأوا في الحزب الوطني أو غيره من الأحزاب الهشة التي يتصارع قادتها على الزعامة ، ويحسبون - أو إن شئت فقل يتمنون ـ أن الإخوان كذلك ، وهم لا يعلمون أن الأخ من الإخوان يبتعد عن المناصب حتى يُختار لها كارهاً لا راضياً ، ولولا خوفه من التخلي عن الأمانة التى كُلف بها لأبى قبول المنصب ..
ألم يقرأ هؤلاء ما قاله العريان نفسه من أن ما يحدث فى الصحف وما يتم نشره فاق كل التصورات وأن جماعة الإخوان المسلمين جماعة مؤسسية ولا يوجد بها أحد يسعى إلى مناصب شخصية موضحا أن جماعة الإخوان قامت أول ما قامت على التضحية والعمل للإسلام .
ألم يقرأ هؤلاء تصريحات النائب الأول الدكتور حبيب عن الأستاذ عاكف التي قال فيها :" أن فضيلة المرشد العام هو الراية التي يستظل بها الإخوان في كل مكان، وأنه حاضر في عقول وقلوب ووجدان الجميع، وأن فضيلته أعز عليهم من أنفسهم، مؤكدًا أن الرابطة التي تجمع الإخوان بمرشدهم أقوى من أن تهزها أعتى العواصف؛ لأنها تمثل أعظم وأقوى الروابط، ألا وهي رابطة العقيدة وأخوة الإيمان، وهذا التاريخ الطويل من البذل والتضحية والعطاء من أجل الإسلام والأمة والأوطان" .
هل رأيتم أفراداً يقدرون قادتهم ويحترمونهم كما يفعل الإخوان ؟!
نبؤني بعلمٍ إن كنتم صادقين !!
رُب ضارة نافعة
وإن كان من نفع في هذه الزوبعة المُثارة ؛ فيكفي أنها أظهرت تماسك الصف الإخواني واحترام بعضهم بعضاً ، وأن الاختلاف الرؤى لا تعني خلافاً ، وأن هناك عملاً مؤسسياً يفتقده غيرهم ..
أيها الإخوان : ثقوا في قيادتكم ولا تسمعوا من غيرها وتذكروا قول الله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" ..
أما هؤلاء الكاذبون فأقول لهم : العبوا غيرها ...